الأحد، 24 أبريل 2016

*** الصحراء الغربية بين السياسة والقانون الدولي ***

قبل أيام وبالضبط عشية طرح الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره على طاولة مجلس الأمن الدولي كتبت مقالا محاولا فيه وضع قراءة للأحداث من خلال الوقائع على الأرض وكذلك المعلومات المتوفرة ..وبعد ذلك اتصل بي العديد من الأصدقاء والرفاق متسائلين عن السبل التي اجتزتها قبل توصلي لتلك النتائج والمعطيات وهذا حقهم لأن ’’ المحلل ’’ في أي ميدان يجب عليه التوفر على معلومات دقيقة كي يكون على بينة مما يكتب ويقول, وبالتالي تكون تحليلاته منطقية وذات مصداقية , وماهي الا أيام قليلة حتى أجابهم الملك المغربي وبأدق التفاصيل على كلامي وماتوصلت له من نتائج
...
اليوم سأحاول سبر أغوار المستقبل القريب معتمدا على الوقائع على الأرض وبالطبع على معلومات دقيقة ستؤثر لامحالة على الوضع ..وسأبدأ مما جرى في مجلس الأمن الدولي وبالتحديد في قاعة ’’ حدوة الحصان ’’ التي تعتبر تيرموميتر العالم من شد وجذب بين حلفاء المغرب من جهة وداعمي الشرعية الدولية من جهة أخرى ومن ورائهم النفوذ الأمريكي الذي حاول الخليجيون مؤخرا التأثير عليه..شهدت جلسات شهري مارس وأبريل صراعا حادا بين حلفاء الطرفين حيث حاولت فرنسا مرارا وتكرارا جعل الأمر وكأنه مشكل تقني وسيحل مع المغرب بعد أن ترسل الأمم المتحدة تطمينات للجانب المغربي..وفي احدى الجلسات فاجأ مندوب فنزويلا ’’ رافائيل راميرز ’’ مندوب فرنسا وخاطبه ’’ ان كان الوضع هكذا ويدخل ضمن السيادة المغربية فعلى فرنسا أن تعترف للمغرب بسيادته على الصحراء وتنتهي المشكلة من الأساس ’’ فأجابه المندوب الفرنسي ’’’ لا لا فرنسا تدعم الشرعية الدولية وتحترم ميثاق الأمم المتحدة ’’....... وكذلك كل دول العالم حتى ’’ أكباش الخليج ’’ لأن الأمر يتعلق بقانون دولي لايستطيع أي احد تجاوزه أو القفز فوقه ولو كانت دول عظمى ..وبعد ذلك توارت فرنسا للخلف تاركة المبادرة للحليف الاخر المندوب المصري لدى الأمم المتحدة ’’ عمرو أبو العطا ’’ الذي حاول جاهدا اعطاء تفسيرات قانونية للموقف المغربي لعله يستطيع زحزحة الموقف الدولي المصر على أن المغرب أخطأ في حق الأمم المتحدة وبالتالي يجب الرد عليه بقوة وهو موقف ’’ دول الكومنويلث ’’ ..فرنسا أعاقها البيان المغربي الذي وصف طرده للمينورسو بأنه ’’ قرار سيادي ’’ وجعلها في موقف لاتحسد عليه ومن الواضح بأن المغرب اتخذ موقفه بعيدا عن التشاور معها وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه في قضية ’’ أمينتو حيدار ’’ التي أرغمه المجتمع الدولي على رجوعها دون قيد أو شرط وبالخصوص الموقف الحازم لكل من فرنسا وأمريكا...من الواضح جدا بأن صناع القرار المغاربة الثلاثة ’’ فؤاد عالي الهمة ..محمد ياسين المنصوري .. الطيب الفاسي الفهري ’’ يكررون نفس الأخطاء بفعل قراراتهم التي يتخذونها تحت ضغط الأحداث وبعيدا عن الواقعية وهو مايعرف ’’ بالمراهقة السياسية ’’ في مواجهة دبلوماسية البوليساريو التي يقودها أشخاص متمرسون على الملف يعرفون جيدا الكثير من الخبايا منذ صراعهم مع الحسن الثاني والدليمي والبصري..الجز بالملايين من المغاربة في الشوراع لن يؤثر على الدول العظمى والاستعانة بالدول الخليجية في هذا الوقت الذي تعيش فيه هزائم استراتيجية متتالية ليس بالحل الصحيح وينطبق عليهم المثل المغربي ’’ لو كان الخوخ ايداوي كون داوا راسو ’’ ...
...

أتوقع خلال الأشهر القليلة القادمة بأن الوضع سيكون كالتالي...
.. سترجع بعثة المينورسو الى الصحراء الغربية دون قيد أو شرط وستتعزز بألية لمراقبة حقوق الانسان وسيعرف المغرب بأن الأمر لاعلاقة له ’’ بالقرار السيادي ’’ ولكن بعد فوات الأوان...مصر تساعد المغرب في مسألة طرد البعثة الأممية حتى يكون قاعدة لا استثناءا وهو ماسيجعلها تعيد انتشارها في سيناء للتملص من شروط اتفاقية ’’ كامب ديفيد ’’ المذلة وهنا نجد لأول مرة مصالح المغرب ومصر تتعارض تماما مع حليفهما الاستراتيجي اسرائيل حيث أن المصلحة العليا لاسرائيل تجعلها على النقيض تماما من مصر والمغرب اذ أن مسألة طرد البعثات الأممية والمس بقدسيتها سيجعل الحدود الاسرائيلية متوترة وستكون البعثات الأممية في الحدود مع كل من مصر وسوريا ولبنان والأردن في خطر حقيقي ربما يهدد استقرار وأمن الدولة العبرية وبالتالي فان اسرائيل مع عودة البعثة لأنها تؤمن بالمصالح وليس الصدقات...ثانيا سيحول مجلس الأمن الدولي موضوع ’’ الثروات والاستثمارات الأجنبية ’’ الى محكمة العدل الدولية بلهاي حتى يستطيع المجلس تكييف فتواها مع القانون الدولي وبالتالي اصدار قرارات ملزمة في الموضوع...الضغط الكبير على طرفي النزاع لتقديم تنازلات كبرى ومحورية ..التعامل مع ’’ الحكم الذاتي ’’ المغربي كمقترح صمن أخرين وليس قاعدة لأي مفاوضات وهي ضربة لكل ماقام به المغرب منذ 2006 الى اليوم وهذا هو ’’ مربط الفرس ’’ ..التعامل مع القضية من منطلق ’’ مخطط بيكر 2 ’’ الذي أجمع عليه مجلس الأمن من خلال القرار 1495 والذي لن يخرج عن مبدأ ’’تقرير المصير ’’ بمفهوم وروح القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة...
خلاصة القول بأن الحل سيكون أمريكيا خالصا بدعم قوي من بريطانيا ولن يكون قطعا في صالح المغرب وهذا ماأبانت عنه زيارة الملك المغربي للسعودية وخطابه المليء بالعويل والتوسل والتذلل وكذلك زيارته لروسيا ومكالمته المطولة الأسبوع الماضي مع ’’ بوتين ’’
يقول المثل المغربي ’’ اللي كلات المعزة فالسفح تحطو فالجبل ’’ وهذا بالضبط هو حال المغرب مستقبلا



Moulaylahcen Duihi