الأحد، 24 أبريل 2016

"هوان الخارجية الجزائرية بدأ مع عبد العزيز بلخادم"

عميمور يصف السعودية بـ"العنجهية" ويصرح لـ"الخبر" الجزائرية : شكل بيان القمة الخليجية الأخيرة في الرياض ضربة موجعة للدبلوماسية الجزائرية، بل لرئاسة الجمهورية، رغم استباقها القمة بإيفاد “صديق السعوديين” الطيب بلعيز، وزير الدولة مستشار الرئيس، ووقف الجزائريون على صوم رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية أو غيرهم من المصادر المأذونة عن الرد، تاركة الزمن “يفعل فعلته” في ترطيب الأجواء.



أكدت القمة أيضا أن دول مجلس التعاون والمغرب “تشكل تكتلا استراتيجيا موحدا، حيث أن ما يمس أمن إحداها يمس أمن الدول الأخرى”، مجددة موقف قادة دول المجلس من قضية الصحراء الغربية التي وصفوها بـ«المغربية” وهي “أيضا قضيتهم”.

كما أكدوا موقفهم الداعم لـ«مغربية الصحراء”، ومساندة مشروع الرباط المتعلق الحكم الذاتي فيها كـ«أساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”، بدل الصيغة المتعارف عليها سابقا في قمم الجامعة العربية باعتبار أن حل القضية يدخل في نطاق الأمم المتحدة.

وبالنسبة إلى من شغل منصب سفير الجزائر في باكستان في تسعينات القرن الماضي، محي الدين عميمور، فإن “بداية هوان الجهاز الدبلوماسي الجزائري بدأ مع مجيء عبد العزيز بلخادم إلى وزارة الخارجية، في 2002، من خلال التعيينات التي أجراها في الوزارة، نحن نحصد ما زرع في فترة بلخادم”.

ويعتقد وزير الثقافة والإعلام الأسبق أن “وجود لعمامرة أو حتى هنري كيسنجر في وزارة الخارجية،لا يهم، بل إن حتى مجرد الكلام عن دبلوماسيتنا وتأثيرها في ظل جبهة داخلية مهزوزة ، إن لم أقل ضعيفة، بات منعدم الفائدة”.
وأضاف: “عندما يتكلم أمين عام الأفالان بهذه الطريقة عن أويحيى، وتضعف الساحة الوطنية حزبيا واجتماعيا، وعندما يقبل جزائري يد هولاند، فانتظر كل شيء”، مقدرا بأننا “أنجبنا بعد 54 سنة شخصيات وقوى سياسية وليس طبقة سياسية”.

ومن المعروف أن علاقة قوية تربط بلخادم مع السعودية وظفها الرئيس بوتفليقة في إعادة الثقة الضائعة بين قيادتي البلدين، منذ وفاة هواري بومدين والملك فيصل.
وفي هذا السياق، قال عميمور: “من يحكم في السعودية اليوم، هو ولي العهد محمد بن سلمان، ومنذ وفاة الملك فيصل أصيبت العلاقات بين البلدين بالزكام، رغم محاولات معالجتها في زمن الملوك الذين جاءوا من بعده”، في إشارة إلى أن الخلافات لا تتوقف عند القضية الصحراوية فقط، بل هناك ملفات أخرى تعكر صفو الروابط بين الرياض والجزائر.

ولا يخفي محدثنا تأثير الأوضاع في اليمن على مواقف الرياض من الجزائر، “التي تتخبط هي الأخرى داخليا بفعل فشل ذريع للطبقة السياسية في حلحلة المشكلات التي يعيشها البلد”، مؤكدا أن المملكة “غرقت في مستنقع اليمن الذي وعدت بالقضاء على الحوثيين فيها خلال أسبوع، فها هي سبعة أشهر كاملة مرت على بداية عاصفة الحزم ولا شيء تحقق !”.

بل يذهب المستشار الإعلامي للرئيس الراحل هواري بومدين، إلى درجة وصف إدارة العلاقات بين حكومة السعودية الحالية والجزائر بـ«الطريقة العنجهية”، مستذكرا ما حدث في الزيارة التي قام بها بومدين إلى السعودية لمنع انهيار سوق البترول في صيف 1978، والتي سمحت، مثلما قال عميمور، باعتراف القيادة السعودية آنذاك بأنها لا تملك قرار التحكم في ضبط السوق.
وسرد عميمور تفاصيل ما وقع خلال تلك الزيارة: “تدخلت الجزائر يومها، وعرض وزير الطاقة الجزائري، عبد السلام بلعيد، على كارلوس أن يحتفظ به كرهينة بدلا من بقية الوزراء، وفي مقدمتهم اليماني، وطالت المفاوضات على متن الطائرة التي كانت قد حطت في مطار الجزائر الدولي، وأدار المفاوضات من الجانب الجزائري آنذاك وزير الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، وانتهت الأمور بفدية مالية لا أذكر قدرها، دفعتها السعودية”.

وتابع مسترسلا في رواية تفاصيل الواقعة: “تعلقت عينا الملك خالد وبقية الحاضرين بشفتي الرئيس بومدين، الذي حدق للحظات في وجه الشيخ اليماني ثم قال وعلى شفته ابتسامة حار كثيرون في فهم معناها: يا شيخ زكي، ألم يكن أحسن لنا أن نترك كارلوس يريحنا منك ؟ ويجيب الشيخ اليماني على الفور: ما كان يفرق يا فخامة الرئيس.. وفهمنا جميعا بأن القرار لا يتخذ في عاصمة بلاده”.

عميمور يصف السعودية بـ"العنجهية" ويصرح لـ"الخبر"